وظلم ذوي القربى أشد مَضَاضة…..على المرء من وقع الحسام المهَنَّد.
رحم الله شاعرا ينثر الحكمة دررا فتحوي مايعتمل في صدورنا وما يجري به الدم في عروقنا؛فهذا شاعرنا طرفة بن العبد مات أبوه فعدا عليه أعمامه واقتنصوا ميراثه فاحترق فؤاده جمرا ونظم ما تقدم من الشعر.
والحقيقة كلنا ذاك الرجل؛ فكم منا من اقْتُصَّ من ميراثه، أو ضاع ما أقرضه لأولاد عمومته، أو ناله من عقوق الولد، أو مسبة القريب، أو جحود الصديق، فجاشت نفسه وفاضت مشاعره وزفر صدره فلهج لسانه بتلك الأبيات التي تصرخ في فضاء الصحب والآل…..أن رحماكم فلاتصدمونا، وبربكم لا تخذلونا.
القرابة والعشرة والصحبة تفرض التزامات شرعية وعرفية بالسند عن الانكسار، والتلبية عند الطلب، والنجدة عند الغوث؛ تلك فطرة بشرية لا خلاف عليها؛ ولذا ترتفع سقف التوقعات ويبلغ العشم مداه و يكون الإحباط والخيبة والحسرة عند خواء تلك الآمال، وعندها يكون الغضب أشد والخصومة ألد ويصعب عندئذ الجبر والصفح.
{ أَعطِ الآخرين فوق مايتوقعون، واطلب منهم أقل مما يجودون }
تلك وصفة تُريح بها وترتاح في زمن عزَّ فيه من يُقدِّرون القرابة حقها، وندٌر من يَهَبُ خالصا لوجه الله .
وإن شئت الترقِّي فإليك ياقوتة حمراء من أقوال خير الأنام… جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أوصني ، قال : عليك بالإياس مما في أيدي الناس .
صلى الله علي محمد …صلى الله عليه وسلم .