أحلم من الأحنف

 

فتحت التلفاز لأمنى نفسى بأخبار المحروسة  وثورتها المباركة فوجدت ميدان التحرير مشغولا  بمسلسل المليونيات  وهالني ما رأيت من أنصار الرئيس ومعارضيه ذاك يهدم منصة هذا وهذا يحرق سيارات ذاك  ومعركة حامية الوطيس “بالطوب” فأطفأت التلفاز متأففا وجلست على مكتب ولدى أقلب في كتبه علني أنفس فيه ضيقي فأتحفه بسؤال أو اثنين في الرياضيات فوجدته كتب بخط بارز (التعامل معي كالذخيرة .. الغلطة الأولى هي الأخيرة) ولمحت على طرف مكتبه خرطوشا فارغا فلملمت نفسى مهرولا وخرجت أمام المنزل فكانت الرطوبة عالية والأضواء موحشة والهدوء قاتل والكنبة عتيقة  وغير مريحة فلم أجد بدا من  “كيبوردي” سائلا ومتعجبا

ما هذا العبث !

وما تلك الفوضى !

وأين الدولة وعقلاؤها !

هل ضاق بنا الحال فأصبح الكل يتعامل مع الكل بمنطق الذخيرة  فلا حلم ولا صبر ولا حكمة  ولا أناه .

توصف الحكمة بأن  (ثلثها ذكاء وثلثيها تغافل) …. هب أن معارضي الرئيس هتفوا هتافا خارجا ألا نتغافل  ونترفع !  وإن لم نستطع فلننصرف “وبلاها المليونيات”

هب أن البعض تطاول وهدم المنصة … أنحرق البلد بمن فيها  ..أليس فيكم رجل رشيد ؟

الحلم صفة من صفات الله (واعلموا أن الله غفور حليم)  وخلق  من أخلاق الأنبياء (إن إبراهيم لأواه حليم( وديدن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فها هو الصحابي الجليل الأحنف بن قيس  شتمه رجل، فلم يردَّ عليه ومشى في طريقه، ومشى الرجل وراءه، وهو يزيد في شتمه، فلما اقترب الأحنف من الحي الذي يعيش فيه، وقف وقال للرجل: إن كان قد بقي في نفسك شيء فقله قبل أن يسمعك أحد من الحي فيؤذيك.

حفظ الله  مصر من أبنائها .

والسلام عليكم.

تعليق واحد

  1. إلى حبيبى محمد توفيق

    طول عمرك بتاخد علق فتعيش وتاخد غيرها —أما عن السمك فلك عندى أكلة سمك فى البيت ان شاء الله (طفاسه) –أما عن المليونيات فرأيي تفضوها سيره لأن المندسين يأخذوها فرصه ويفعلوا الأفاعيل __ صوت الشعب يرن فى أذن الرئيس والسلطة كاملة فى يده ولم يعد فى حاجة لأى زفه —سامحنى وسعدت بمرورك وتعليقك وسلامى للأهل جميعا

  2. إلى الغالى أبو منير

    الكائدون لن ينتهوا إلى أبد الآبدين وعلينا ألا نوفر لهم الأجواء التى يرتعون فيها — ميدان الثوره يوشك أن يتحول إلى ميدان فتنه -فضوها سيره من المليونيات من فضلكم

  3. تحياتى لك ياأبو حسن
    وكل عام وأنت بخير–القادم أفضل إن شاء الله رغم رمادية المشهد